وثيقة تاريخية عـن فظائـع الطليان في طرابــلس

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

قالت رصيفتنا مجلة الفتح الغرّاء:

إنّ ما يُنشر الآن عن الفظائع الإيطالية الحديثة ليس جديدًا في بابه، فتاريخ الاحتلال الإيطالي لطرابلس الغرب من سنة ١٩١١ إلى سنة ١٩٣١ مشحون بالوثائق والوقائع التّاريخية من هذا القبيل.

ومن أقدم هذه الوثائق ما ننقله عن جريدة (ديلي مبرور) الإنكليزية عن عددها الصادر في ٤ تشرين ثاني سنة ١٩١١ وهو ممّا اعتمده المؤرّخون وأثبتوه في كتبهم ومنهم مستر تشارلس روشر في كتابه “الواحات الدّموية”.

 

قالت “الديلي مبرور” ما تعريبه:

بالرّغم من أنّ الإيطاليين يوالون إذاعة البيانات الرّسمية بإنكار الجرائم التي ترتكبها جنودهم نحو العرب، فإن مُراسلي الصّحف استمروا يُراسلون صحفهم بأقاصيص المسرح الحربيّ بلا انقطاع، وأن ميسو كوسيرا المراسل الخاص بجريدة “الاكسلسيور” الباريسية بعث إلى جريدته بنفس الرّسالة البرقية التي ظهرت في أعمدة جريدتنا، مرسلةً إلينا من السيدة فرانك ماجي والمستر توماس كرانت المراسلين التّصويريّين للديلي ميرور، وزاد مسيو كاسيرا على ذلك بأن قال: إنه ليتمثل الآن في طرابلس مأساة من أفجع المآسي الحمراء التي تقع على طول تاريخ الحرب، وسرد هذه الحكاية التي كان فيها شاهد عيان قال:

 

“مررت خلال قريةٍ عربيّة، فرأيت عائلةً وطنيّةً مجتمعةً حول رماد واحةٍ أحرقها الإيطاليون، وكان أفراد هذه العائلة متأهّبون لتناول الطّعام، فأدركهم الإيطاليون وذبحُوهم عن آخرهم في حالتهم هذه. ورأيت بنتًا صغيرةً منهم تخفي رأسها في صندوق أجوف كيلا ترى المأساة تمثل أمام عينيها، وأخرى انبطحت على التراب تنتظر الموت. ورأيت كلبًا صغيرًا أبيض يجري بين الأطلال، ويقف بين الفينة والفينة يئنّ أنينا محزنًا.

 

وهذه الصّورة الشمسية التي تظهر في عدد اليوم هي شاهد صدق على هذه المآسي والفظائع التي يقوم بها الطليان في عرب طرابلس. إنه منظر لا يحثّ على السرور أصلاً، ولكنّنا نحسّ أن من واجبنا نشره لأن في نشره مصلحة للإنسانية. أما عن تفسير المسيو كوسير للسّلوك الإيطالي فإنه يقول عن الإيطاليين: إنّهم فقدوا عقولهم وإنسانيتهم من كلّ وجه. انتهى كلام “الدّيلي ميرور”.

 

 

المصــدر: صحيفة “الصـراط المستقيم”،  العـــدد ٥٣٢ ، ١٠ حزيران/ جوان سنة ١٩٣١ ،  ص. ٤.

 

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet