“ثقافة التلاقي في أدب شوقي” كتاب مهم لمحمد الهادي الطرابلسي

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0
    الأستاذ محمد الهادي الطرابلسي

 

يعود الأديب التونسى الدكتور محمد الهادي الطرابلسي بعد أن تصدى قبل سنوات في كتابه الذائع الصيت “خصائص الأسلوب في الشوقيات” لوضع شعرية شوقي على المحك، بوضعه كتابا جديدا يواصل فيه مقاربته لأدب شوقي واكتشاف أدبيته، معنونا كتابه بـ “ثقافة التلاقي في أدب شوقي”.

ويأتي هذا الكتاب بمثابة نقلة نوعية في الكتابة الأدبية لشوقي حيث يتطرق للأدب الذي كتبه للأطفال والمسرحيات، كاشفا بذلك عن فرادة الالتقاء بموضوعات الوطن والوطنية، مركزا على الثقافة الحوارية التي اكتسبها شوقي وانشغل بها في أعماله حتى عدت آلية في التفكير ومداد رؤيته للعلاقة بين الشرق والغرب.

ويقسم الكاتب دراسته هذه إلى ثمانية محاور:

1- أحمد شوقي (1868-1932)، وهنا نتعرف على أحمد شوقي أكثر في طفولته، والظروف التي أحاطت به في شبابه، ومناهل علمه، علاقته بالخديوي، تأثره بالفكر الغربي، منفاه، دخوله غمار الحياة العامة في مصر، وكيف أصبح شاعر مصر الأول، إضافة إلى كتاباته النثرية والشعرية.

2- جوامع الكلم في الوطنية والوطن في سياق الشعر، وفيه نقرأ كيف تجلى الوطن في مختلف الأجناس الأدبية التي تعاطاها شوقي في شعره وحكاياته عن الأطفال وفي مسرحياته التي استلهمها من تاريخ مصر القديم والحديث.

3- موضوع الوطن في مضايق السّجع، حيث يقدم شوقي في موضوع الوطن منظومة متكاملة في مختلف أنواع الكتابة التي تعاطاها، فكان الوطن لازمة أدب شوقي بحق، منها ينطلق وإليها يعود.

4- نشيد الوطنية: ونقرأ هنا إضاءة على الرسالة التي وجهها شوقي إلى مجلة “سركيس” في عدد 15 أكتوبر سنة (1908) تحت عنوان: “شوقي الناثر”.

5- أبعاد الكتابة للأطفال مثال “حكاية الوطن”، وفيما يلي شاهد من حكايات شوقي على ثقافة الحوار/ثقافة التلاقي.
6- عودة كليوبترا مع أحمد شوقي: وهنا تعود كليوبترا إلى مصر وطنها، مع شوقي ابن وطنها في مسرحيته “مصرع كليوبترا”، وهنا ركز المؤلف على تحليل العناصر البارزة التي تأولها أدب شوقي، ليبين اللبوس العربي المصري الحديث الذي نسج أمير الشعراء خيوطه لهذه الملكة.

7- شعر شوقي المسرحي: وهنا يبحث المؤلف في شعر شوقي المسرحي في سياق تجربته هو الشعرية – أي شوقي – لا في سياق تجربة غيره من المبدعين الذين تعاطوا الكتابة المسرحية لا من العرب ولا من الغربيين، وفيه: شعرية مصادر الإلهام، وشعرية الشخصيات، وشعرية اللغة، وشعرية الإيقاع.

8- شعر على شعر: أو تضافر النصوص في معارضات شوقي، يقول الكاتب “المعارضة عند شوقي لم تقم “على النسخ ولا السلخ ولا المسخ، ولا كانت ترجمة مجردة للنصوص من لغتها القديمة إلى لغته الحديثة، وإنما كانت المعارضة عنده بمثابة ما يسمى اليوم بـ “القراءة الجديدة” للموضوع المشترك أو المتقارب”.

 

“ثقافة التلاقي في أدب شوقي” كتاب يكشف للقارىء أنه في أدب شوقي نصوصا تستقطب في مستوى التلقي مختلف الطاقات فيه، وأخرى تستدعي في الموضوع المخصوص وجوه الإبداع المتواردة عليه، ونصوص معارضات، كتابة وقراءة تمثل رؤيته في التفكير وللعلاقة بين الشرق والغرب. والكتاب من إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون “دار محمد علي – تونس”، منشورات الاختلاف، ويقع في 160 صفحة من القطع الوسط.

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet