“الطّفل في المحراب” أول ديوان شعـري للدكتور حكيم الهرمي

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

بقلــم: الأمين الكــحلاوي 

 

المجـــموعة الشعرية “الطفـــل في المحــراب”

تم اليوم18مارس 2019 تكريم السّيد حكيم الهرمي بمناسبة توقيع كتابه الطّفل في المحراب بفضاء المكتبة الجهويّة العموميّة بجندوبة، وقد كان الحضور متميزًا، وتمت مناقشة العمل الشّعري، وقُدمت في ذلك وجهات نظر نقديّة متعدّدة ومتنوعة تناولت الشّكل والمحتوى والتّجربة الوليدة.

 

وقد تدخّل السّادة منير البولاهمي والأمين الكحلاوي وسالم الماكني وعمر السعيدي ونورالدين الصولي، ومعز العكايشي وخليل المناعي وعبد الكريم العشي وطارق العمراوي، وكثير من الحاضرين، فأدلوا بدلوهم وتفاعلوا مع هذا العمل فمبروك للطبيب حكيم الهرمي.

 

تجربة الشّاعر حكيم تندرج ضمن التّجارب التي حاولت أن تعبر عن تحدّ صارخ للعالم في انتظامه، فبعثرت حبات عقده رغبة في لفت الانتباه وسعيًا لإعادة البناء والإصلاح والكشف عن مأساة الإنسان الذي صار يعيش الوحدة والعزلة، فاختار للتّعبير عن ذلك السّكون علامة ورمزًا يحيط بالشّاعر كالطّوق، وهو يحاول أن ينطلق حرا طليقًا، لكن تحاصره الكلمات والآهات فلا ينفكّ عنها، ولا تنفك عنه، وهو يحاول أن يثور ضد الرّتابة والمعهود والمألوف، رتابة الكلمات ورتابة المعاني، فيعيد ترتيب كلماته، ويعيد خلق العالم من جديد ليشكل كونه الشّعري، ويظهر ذلك في عناوين بعض قصائده مثل الطّفل في المحراب-الحدوة-المحرقة-البجع-ليلة بكاء.

 

ولقد اقتبس من القرآن رمزيّة القصّة والحدث القصصي، وهو توظيف للدّيني في الشّعري، وهذا يطرح جدلاً حقيقيّا: هل شاعرنا من الغاوين أم من المبدعين، وقد استطاع بهذا التّوظيف أن يضفي نوعًا من القداسة على نصه أو أوهم على الأقل بأنّ شعره يعالج مسألةً وجوديّةً هي ذاتها التي من أجلها نزل القرآن، ولعل المحراب هو محراب التّعبد على مرّ الأزمان واختلاف الشّرائع.

 

أما حضور المرأة فنوعي، ثنائية الرّجل المرأة نواة الوجود والكون لا يخلو منها شعر ولا وجود، وكذا في ديوان حكيم الهرمي فالمرأة سديم الكون وروحه ومعناه، فكيف صاغ الشّاعر صورتها؟ أكما عهدناها في الموروث الثّقافي والديني ،أم نجح الشّاعر في إعطائها صورةً جديدة مفارقة للمعهود؟

 

وتميز عمله كذلك برسومه الرّمزية التي تختزل شعره وتمثل الكلمات صورًا وظلالا وألوانا وأشكالاً، فتفاعل فنّ الرّسم  مع فن الشعر فأضفيا على الكتاب رونقًا وجماليّة. وفي الأخير نرجو لشاعرنا الشّاب مشوارًا شعريّا وأدبيّا ناجحًا، وأملنا أن نرى النوّر لعمل أدبي جديد يدعم التّجربة ويقوّيها، فنحن  نشجّعه وشكرًا له.

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet