الطبــل العجيــب!!!

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

بقلم: نبيـل الصالحي

 

لا تتحدث عن السياسة ولا عن الرياضة ولا عن كل ما يقسّم الشعب ويشتت الشّعوب العربية العظيمة،  وكأننا لم نتشتت.

قلت لا بأس سأتحدث فقط عن الطبل إذن،

نعم سأتحدّث عن الطبل. فالطّبل يجمع العرب ولا يفرّقهم، والطبل يصلح للحرب كما يصلح للرّقص والطرب، والطّبل يصلح لرقصة الدّبكة وحتى النّكبة، وكم كثرت نكبات العرب. والطبل يغلب الطبع والتطبّع، والطّبل يستحقّ تسمية سيستام بامتياز.

 

يتكون من حبل يجمع الجلد بالجلد واسطوانة من خشبٍ وعصا صغيرةٍ وعصا أكبر. الطّريقة الهندسية التي يُربط بها الحبل تذكّرني بهندسة بناء جسور الأمل،
وتذكرني بمثلث برمودا، وتذكرني ببيتاڨور وتاليس وحتى بهندسة بناء الأهرامات، وربما الطّبل هو ثامن العجائب.

طبلٌ عجيبٌ غريب يذكرني جلده بجلد ثور عليسة، يذكّرني جلده بجلد شتربة. يذكرني جلده بجلود العرب وكرم وجود العرب.  والطبل في ظاهره هيبة تشبه هيبة ملوك العرب وفي داخله الفراغ.

 

الطّبل أجوف بطبعه. وربّما لا ينتشر الصّوت في ثقب الطبل لأن الصوت لا ينتشر في الفراغ، وذلك الثّقب الكبير يذكّرني بالثقب الأسود ويذكرني بالعدم، يجعلني أتساءل: لماذا لم يفكّر عالم الحيل في صناعة طاقة من العدم، فالطبل يصنع طاقته من الفراغ والعدم، ويجعل القلوب ترتجف والأجسام ترتعش، وتنسى الألم ويجعل النّاس سكارى وما هم بسكارى، يغنّون “هل رأي الحبّ سكارى” على أنغام الطبل الحزين؟

 

لماذا لم يفكّر علماء الفيزياء في البحث عن سرّ الطّاقة المظلمة التي تنبعث من الطبل؟ لماذا لم يفكر الباحث في البحث عن أسرار ثقب الطّبل قبل أن يبحث عن أسرار الثّقب الأسود ؟ قد تكون ثمة علاقة متينة بين الثّقب الأسود وثقب الطبل؟

 

كدت أنسى العصا الكبرى والصّغرى، وفي كبر الأولى حكمة وفي صغر الثانية حكمة،

وعلى العصا اليمنى أن لا تعرف ما تفعله العصا اليسرى، وفي ذلك حكمة وفي اختلاف الحجم والشّكل حكمة. الطبل سيستام تضربه عصا ما وراء السّيستام، وتحرك العصا أياد خفيّة، وواهم من يعتقد أنّه الطبال.

ربّما حتى الطبّال جزء من السيستام، ولا طبل بلا طبّال. ولا يهم عقل الطبّال بقدر ما تهم يد الطبّال، فالطبّال لا يحتاج إلى البصر والبصيرة بقدر ما يحتاج إلى التّشجيع، تدفع الثّمن، ثم تقول: اِضرب يا طبّال، فيقول: أنا أطبّل إذن أنا موجود.  يستمتع صاحب البصر ويستمتع صاحب البصيرة، ويستمتع حتّى من أضاع البصر والبصيرة بسبب كأس من هنا وكأس من هناك.

 

والطّبل علم وعمل وأمل. الطّبل فلسفة حياة، الطّبل سِيسْتام يحتاج إلى دراسات ودراسات من خبراء السّياسة وعلماء الهندسة وعلماء النّفس وعلماء الاجتماع وعلماء الفيزياء وعلماء الرّياضيات، وحتى علماء اللّغة ولغة الجسد.

 

ولكن كلما اقترب أحد العلماء من الطبل سحره نغمه وارتجف قلبه وارتعش جسمه وصاح: كم أنت عظيم أيّها الطّبل،  كم أنت عظيم أيّها الطبًال.

وأجهش بالبكاء …

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

1 فكرة عن “الطبــل العجيــب!!!”

  1. الطبل أمره عجيب وشكله غريب ودويه مريب سره في بطنه وكذلك أسرار كثير من الناس لا رأس له ولا عقل له و لامعدة له ولا يد له وكذلك كثير من الناس أمره مثير يأمر الأجساد فتميد وينفث بسحره فهتز الأنفاس والأجسادرقصا وطربا يذهب صوته بلب اللبيب فلا ينفع حينئذ طب ولا طبيب يسوي في دويه بين اشباه الرجال وربات الحجال ذاع صيته بين الأنام ولا يتوقف عند سماع الأذان حكم بسلطانه في سالف العصر والأوان وأما الآن فخفت دويه أمام هجمات الإعلام و”الشان” شأنه عجب يجمع ولا يفرق نادى بأعلى صوته في كل ناد من أرض العرب عله يلم شمل الأمم ولكن بعد استراحته يولي القوم الدبر ويتشتت القوم فلا خبر فأين المفر ؟ شكرا سي نبيل على هذه الخاطرة الجميلة ظاهرها حديث خرافة وباطنها أمر فيه طرافة نقد لاذع لما هو شائع ولا يفهم ذلك إلا البارع بورك قلمك ووفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet