نبـــيّ مجــهول

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

بقلم: نبيل الصالحي

 

بتاريخ 24 فيفيري 1909 م ولد شاعر عظيم، ولم يعش طويلاً،

ربمّا لأنه أفنى سنوات عمره القليلة في إقناع العقول بمغادرة إسطبل الجهل والخضوع والخنوع.
هو شاعر كألف، وببساطة هو شاعر إنسان،

تذكّرته في زمن يُباع فيه ضمير الإنسان بألف…

هو شاعر حدّثــهم عن إرادة الحياة…
حدثهم عن الشجاعة والشّهامة والبسالة.
حدثهم عن بناء جسر الأمل.
حدثهم عن العمل.
حدثهم عن الكرامة والحرّية.
حدثهم عن الحب والأخلاق والقيم الإنسانيّة.
حدثهم عن الظالم المستبد وعن الطغاة وعن العبودية،
حدثهم عن حبّ الوطن،
حدثهم عن الحياة وما بعد الحياة من حياة.
حدثهم عن الحبّ وعن الجمال، وعن العشق والهيام، وعن الطبيعة وعن الهدوء والسكينة والصفاء والنّقاء.

أحبّهم بصدق، ولكنهم أهانوه بغباء واستخفوا به وعاملوه باحتقار، وقالوا إنّه مجنون أصيب بمسّ،

داسوا على شعره، وداسوا على كرامته، وداسوا على وُروده، وخدشوا مشاعره، وكذّبوه ونعتوه بأبشع النّعوت وقالوا:  إنه يحدّث الأرواح ويحاور الشياطين ويكلّم الجنّ.

اعتبروه روحًا شرّيرةً ذات نحس، وطردوه إلى الغاب.
دخل الغاب، ولن أذكر كيف مات ومتى مات لأنّه عاش وإلى الآن يعيش في عقولنا وقلوبنا.

هكذا هم العظماء حتى بعد الحياة لهم حياة.
لك مني كل الاحترام والتقدير أيّها الإنسان.

لك منّي كل الحبّ أيّها النبيّ المجهول.

لك منّي كل الودّ أيها الصّديق الصادق الأمين،
نعم هو صديقي وأفتخر، صديق عرفته منذ الصغر،

صديق علّمني الحياة والأمل وأنا طفل صغير،

وعلّمني حب الوطن، وعلمني الحكم وأنا كهل يشقّ طريقه إلى مقبرة الفيلة،
لن أقول من هو، فهو النّبي المجهول.

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet