عريضة أهالي صفاقس إلى السّلطان عبد الحميد الثاني سنة 1881م

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 1

نــصّ الوثيـــقة:

“اللهم إنا نحمدك يا مولانا، ونبث إليك شكوانا ونستجيرك من جور عدونا الألد، ونطلب منك الإعانة والمدد بخليفتك الأكرم وسلطاننا الأعظم صاحب السّيف المشهور، والجيش المنصور النّاظر للرعية بعين العناية والإشفاق، الذي أضاء بسنا برقه غرة عزمة الآفاق، هو الشّمس لم يأو حضيضا بمنزل فمسكنه الأوج في برج السّعادة، تدور بدور الفضل حول مداره، ومن وجهه يبدو صباح السّيادة ألا وهو المحفوف بالرّعاية والنصر والتأييد مولانا السّلطان الغازي عبد الحميد أدام الله دولته وأبّد ملكه، وأيد صولته آمين يا رب العالمين،

 

السلطان عبد الحميد الثاني

أمّا بعد، فالمعروض على شريف مسامع دولته مولانا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين الآمر بالمعروف وبإسعاف الملهوف أن مقدّمي هذا لأعتاب مراحم سلطنته السّنية وشهامة شوكة دولته القوية عبيده المذكورة أسماؤهم فيه أدناه عن أنفسهم وأهل بلدهم مدينة سفاقس التابعة لولاية تونس قد حلّ بنا ما يفتّت الكُبود، وينفطر منه الجلمود، مما دهانا من إطلاق نار مدافع الفرنساوي عدوّنا، وهجوم عسكره واستيلائه على بلادنا، فخرّبوا البلاد وأكثروا فيها الفساد، وقتلوا النّساء والبنين، وهتكوا أعراض المسلمين، وذلك بإشارة من والي تونس لما بلغه اعترافنا بالتبعيّة للدولة العلية.

والآن قد فرّ بدينه من أمكنه الفرار من أهل البلاد وهم قليل والباقون بها لم يزالوا في أسوأ الأحوال ومقاسات الأهوال. ثم ما كفاه ما حلّ بنا من سفك دمائنا وسلب أموالنا حتى فرض علينا عشرة ملايين من الفرنكات، مع أنّ بلادنا لو بيعت مع ما فيها ومن فيها لم تساو عشر المبلغ المذكور. وما مراده بذلك إلا اضمحلالنا بل استئصالنا. ولما ضاق بنا القضاء واشتد علينا الأمر ولم نجد منجا من هذا الأسر والقهر بادرنا بعرض حالنا لمراحم دولة مولانا وسلطاننا لينظر في أمرنا وينقذنا من أيدي عدونا، فإنّه لا طاقة لنا به لقلة عدَدنا وعُدَدِنا، وليس لنا مجير ولا نصير سوى مولانا الخليفة الأعظم الخاقان المفخم حامي حما بيضة الإسلام الحصن الحصين الذي يلتجي إليه الخاص والعام، فهو الذي قلّده إليه أمر عباده وملكه التصرف في أرضه وبلاده أدام الله نصره وخلّد دولته وأعز كلمته وأعلى سطوته وأبقاه محفوفًا بالتّأييد والتّمكين والظّفر والفتح المبين. آمين.

 

المصــدر: الأرشيف العثماني في اسطنبول، وثيقة رقم: I.HR 336/21632, Lef 1

 

صورة من الوثيــقة:

0rade/Hariciye (0__HR___00336_021632_001_001)

 

 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet