صديقي الدكتور 

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

 

بقلم: مهاب لحبيري
الدكتور وليد الزيدي

سمعت أن كفيفا تحصل على الدكتوراه في اللغة و الحضارة العربية بجامعة منوبة. الخبر ضجت به صفحات الفايسبوك تحت عنوان طه حسين جديد في تونس. الكل اندهش إلا أنا يا صديقي وليد الزيدي حين عرفت انك صاحب الإنجاز . يا جاري في السكن بالطابق الأول بالمبيت الجامعي بمنفلوري بالسنة الجامعية 2007 – 2008.

كنت طالبا بالسنة الثالثة هندسة كهربائية بالمدرسة العليا للعلوم و التقنيات بتونس.كانت سهرات رائقة رفقتك حتى مطلع الفجر في حضرة الأدب. كنت أقرأ لك بعض قصائدي. توقفني للحظات. تعيد المقطع. تعجبك الصورة. تترنم بها ثم تأذن لي بالمواصلة. كنا نتحدث بهدوء لكي لا نقلق راحة شريكك المغربي في الغرفة. كم كنت أعشق طرقات قلم ” براي” حين أقرأ لك أحد المراجع التي نسخوها لك و انت تنقلها على ورقك لإعداد امتحاناتك بالمعهد التحضيري للدراسات الأدبية.

لا أنسى صديقي حين ناديتني لتمثل أمامي “بروفة” لقصيدتك التي ستلقيها في مسابقة كبرى. شغلت موسيقى حزينة على حاسوبك و بدأت تلقي كلماتك و بدأت اذرف دموعي. كانت قصيدة تحدي و ها أنك كسبت التحدي حينها بحصولك على الجائزة الأولى و اليوم كسبت التحدي الأكبر بالحصول على الدكتوراة. يا عاشق النادي الإفريقي و يا إبن الشمال الغربي و بالتحديد تاجروين.

أتذكر طلبة الموسيقى لما تتوسط تمارينهم بالدربوكة. كنت ظابط إيقاع مميز و صوتك ايضا مميزا حين تتحفنا باعذب الأغاني. كم يعجبني تسكعنا معا في شوارع باب الجزيرة و باب الفلة و تشاركنا في أكل كفتاجي مطاعمها و شرب “كوكتال” الغلال من المحل الأشهر في ذاك الشارع العامر. انتهى العام و مضى كل في سبيله. الليلة فقط عرفتك في احد البرامج التي استضافتك بصوتك الذي لن و لم يمحى من ذاكرتي. تغير شكلك كثيرا صديقي. لكن عزمك مازال متقدا و هو ما جعلني الآن لا استغرب انك انت الكفيف الذي نال شهادة الدكتوراه في اللغة و الحضارة العربية.

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet