المنتـدى الثقــافي

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

بقلم: نبيل الصالحي

موقع المنتدى الثّقافي، مولود جديد يرى النّور، وأتمنّى له النّجاح والتّوفيق من كلّ قلبي. هو شرف لغار الدّماء ولجندوبة ولكلّ تونس الحبيبة وللجزائر الشّقيقة، فهناك من يكتبُ من هناك لهنا لأنّه ببساطة لا فرق بين الهُناك والهنا… شكرًا لكلّ الإخوة الذين يُشرفون على هذا المنتدى الرّائع، وسيكبر ويكبر وسيكون أروع إن شاء الله…

نعم هم إخوة لا أعرفهم إلاّ افتراضيًّا فقط، جمعنا القلم رغم اختلاف الألوان، ورغم بساطة ما أكتب، وروعة ما يكتبون، ولكنّهم لم يجعلوني يومًا أحسّ أن ما أكتبه لا يجوزُ له أن يكون! وربّما تواضُعهم هو سرّ نجاحِهم جميعًا. هو منتدى صناعة الثّقافة من العدم، صناعة النّور من الظّلام، صناعة الشّيء من اللاّشيء، صناعة طاقة من العدم.

من الصّعب أن تكتب بمطرقةٍ، من الصّعب أن تكتب بمفكّ البراغي، من الصعب أن تجعل الميكانيكي البسيط مثلي يكتب، من الصّعب أن تشجّع المعطّل عن العمل على الكتابة، ومن الصّعب في زماننا حتّى أن تجعل الكاتب والشّاعر يكتبُ لجيلٍ لا تستهويه القراءة، وزمن لا قيمة فيه للقلم والكتابِ، والأصعب هو أن تجمع الشّاعر والكاتب والمثقّف وكلّ من فرّقتهم السّياسة وتجعلهم يجلسون على طاولةٍ واحدة، ويشربون من الكأس نفسها، ويتحاورون ويُبدعون رغم اختلاف ألوانهم وأفكارهم وخلفيّاتهم السّياسية، وتُخرج أفكارهم في شكل فُسيفساء جميلة.

نعم هذا الفضاء نجح في لمّ شمل الجميع. هذا المنتدى يُشبه الكتاب، وخير جليس كتاب. هذا المنتدى جليس يُكلّمك في صمتٍ ويجعلك تحسّ بالرّاحة والسكينة والهدوء وأنت تسمعه وتُحاوره، يُعاملك باحترامٍ، ولا يصادر رأيك ولا يفرضُ عليك رأيه إذ تقف حرّية الكاتب عندما تبدأ حرّية القارئ.

هذا المنتدى جليسٌ طيّب يتحمل مسؤولية ما نشره وحدّثك به، ولا يتحمّل مسؤولية ما فكرت فيه. لك الحرّية أن تُفكر كما تشاء، وتحلم كما تشاء وترفعُ سقف أحلامك عاليًا في السّماء.

شكرًا لجميع إخوتي وأحبّتي، عمُلكم رائعٌ وشرف للميكانيكي البسيط أن يحصل على مساحة جلد ثور على أرض نقيّةٍ طيّبة اسمها “المنتدى الثّقافي بغار الدماء”، وذَكرت غار الدّماء لأنّها الأرض التي أنجبت المنتدى لأوّل مرّة ليُصبح اليوم “المنتدى الثّقافي” وكفى، ويُصبح ملكًا لتونس ولإخوتنا بالجزائر ولأقلام من كافّة الوطن العربي الكبير.

لا يهم ما كتبناه بقدر ما يهمّ أنّنا اجتمعنا ونجحنا رغم اختلافنا وأكّدنا للجميع أن الاختلاف رحمة، والاختلاف نعمة، وفي الاختلاف حكمة.

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Visit Us
Follow Me
Tweet