جَردَقَةٌ من يدي أمّي

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

شعر: عبد الكريم البوزازي

أُهدي هذه الأحاسيس إلى كلّ أمّ تهندس بخطوط الألمِ الأملَ، تَطلعا إلى الزّمن الآتي في كلّ أريافِنا وفِي كلّ مكان …إلى كلّ أمّ صادقةٍ وصابرةٍ ….إلى روح أمّي العزيزة الغاليَة رحمها الله.

فــي لَيالي القَمـــــر،
كانت أمّي تؤثّث أفكارَنا بالصّور،
في تجاويف اللّيلِ كُنت أحلم بالسَّفر،
تحت رذَاذ المطـــــــــــــــــــــــــر،
كنت ألوذ بالصّمت،
أتلذّذ صَمت الصّمت،
غارقٌ للثّمالة في طقوس جُنوني،
أستمعُ إلى حكاياتِها تنهمر،
أستَمتِعُ بنبراتها الرّقيقة،
ينسابُ ماء كَلامها،
كفضة رقراقة حين تنصهر،
يمتصّ عشبي رذاذ المُفرَدات،
كنتُ أعطّــــــــــــــر بها خوفي،
أرتجل لحنًا وأغنياتٍ،
تمتزج الألحان بفلسفة الطّفولة وبالذّكريات،
وأغرق في الأوهام والهلوسَات،
أتذكّر “جَرْدَقَة” كِسرَتها،
أتذكّـر لونـــــها القَمـــــــــــــــــــــريّ،
كلون وجه أمّـــــي المُضيء،
وعطرُها المشبع برائحة الحُقول،
يكتب اعترافاتٍ بالصّراع المرير،
مع عُنف الأنواء وآثار الغَسِيل،
تضرم النّار في الموقــــدِ،
وتلتهب يداها لتهيئ لنا جرادق الكَرَامة،
وتصنعُ ملحمةً في المنزل،
نأكـــلُ، نشبعُ، نبكـي، نرقصُ
نخوضُ حَرب الطّوائف ولا نَستحي،
نقفز….، ونعوي …،
وكانت أمّي تذرع البيت،
تشتكي وتشتكي،
ولا طوطم يَستجيب،
لِصوتها إلا صُراخ أبي،
مَسنـــــــــود،
بحزامه الجلديّ ….

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0
Visit Us
Follow Me
Tweet