النّهوند (شعر)

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0

بقلم: حكيم الهرمي

تعمّقتُ كثيـــــــــــــــرًا
في العَزف…وفــي النّزف
عَلــى أوتارِ العُود،
وعلـــى الشّرَايين الّتي
إلاّ مراد لَحنك لها تَكفي.
ألتهِمُ الصّــــــــــــــــمت،
أَعترفُ بكلّ الجُنون الّذي يَعترِيني
علــــى قَافلة اللّهف،
وتأخُذني صَحراء القــــــــــــــــــوافِي
في الشّعر وفـــي الرّملِ وفـي القَمر،
فــي العُشب الطّـــــــــــــريّ
وفي تَجاعيد الصّحف.
ألقــي عَلى التّلة خَيمة الوِجدَان،
أَفتــــرشُ الزّمان
وأتـــرك شقّا يُطلّ على ضحكَة القَمر،
و أقرأ اللّيل بالمقلُوب…
مِن اليَاء إلــى الألِف.

بينَ النّجُوم…  تَراءت غَيمةٌ
كأنّي أعرفُ كلّ كثبان الأرض
على وَجهٍ مُعفر بالتّــــــــــــــرابِ،
كأنّي أشمّ استواء القَلب
على شُعلة في زوايا الهِضاب.
وأبصــر .. ذَاك السّرَاب…
فأجْمعُ أحفادِي حولــي
وأضمّ التّاريخ لِصدرِي
وأَفتحُ للضّوء قُفل البَاب.
قَال ذاك الشّيخُ يومًا
لقيته يومًا يجرّ حِبالاً…
أَيا شَيخ ماذا دَهاك ؟
أتَصنعُ من نَفسك جدِيلةَ العَذاب؟
قال أنا بحّار وهذي الرّوحُ سَفينةٌ
والحَبل لكي أُوثِقها فِــي المرفأ
كي لا تَبقى تُغازل مَوجًا وتَنسَى
أنّ كمَا في البَحر صحو، هُناك ضَباب.
وأنّي قَرأتُ عن الحُبّ مثلمَا
يقرأ طِفلٌ في المدرَسة، كِتاب.
يَا بني مازِلت صغيرًا كي تَعرف
أنّ الدّرب الطّــــــــــــــويل…
صبَاح عليلٌ..وليلٌ جميل
بين الضّفّة والضّفة،
وبين الضّد والضـــدّ…
أسئلة..وألف جَواب.
و قال لها الشّيخ..عِديني..
عِديني..إذا متّ قبل انبلاجِ القَصِيدة
ورحت هُناك ..تحت أشجَار التّين
في الجَنّة الأخرى..عديـــني
أنّ اليَقين على مُقلتيك صَواب.
وانتَظريني..ما بين الحيّ والحيّ
نخلة ..كَلماتُها من عَراجِيـــــــــــني
والسّواقي تعشَقُ صخرَ الوَادي،
وتمسحُ بكلّ لطف طيـــــني.
فَراشة….عنــــــــــــــــــوانُها الغَاب.
النّاي من خَيزُران الثّـــــــرى
كيف الرّيح يَمر عبر حُنجرَتي
همهمة..همسًا وفي اللّحن ذاب.
أمـــــــــــــــــرٌ عُجَاب..!
يتشتّت البرقُ في غيمَة رماديّة
كحَفنة تُراب جاف
يَتعانقُ المطرُ بالأَرض،
فأزهر إكليلاً في فَصل الغِياب.
وأرنُو بصَوتها مُوسيقى رقيقة،
تُطفئ عطش الصّحراء العَتيقة
وتسبلُ حنوها بغطاء حـَـــــــــــــــرير،
فأنامُ على ركبتَـــــــيها طفــــــــــــــلاً
وأحلمُ بالوَرد يَنحني ليديها،
يَشُم على قُماش السّنين الثّياب.

يمكنك تقييم هذا المقال.
عدد التقييمات: 0
Visit Us
Follow Me
Tweet